نوفمبر 22، 2018

الكتاب المقدّس



الله هو واضع الكتاب المقدّس

"إنّ الحقيقة الموحَى بها إلهيّاً، التي تحتويها وتقدمها أسفار الكتاب المقدّس قد دُوّنت فيها بإلهام من الرّوح القدس". لقد ألهم الله كتّاب الكتب المقدّسة البشريّين.  "ولكي يضع الله هذه الكتب المقدّسة، اختار أُناساً استعان بهم، وهم في ملءِ عمل قواهم ووسائلهم، فعَمِلَ هو نفسه فيهم وبهم، لكي يُدوّنوا كتابةً، كمؤلّفين حقيقيّين، كل ما كان متّفِقاً ورغبته، وهذا فقط دون سواه".

ليس الإيمان المسيحيّ "دين الكتاب". إنّ المسيحيّة هي دين"كلمة" الله، "لا دين كلمة مكتوبة وخرساء، بل دين الكلمة المتجسّد والحيّ"، يسوع المسيح ". ولكي لا يبقى الكتاب المقدّس حرفاً ميّتاً، لابدّ للمسيح، كلمة الله الحيّ الأزليّة، من أن يفتح، بالروح القدس أذهاننا على فهم الكتاب.


ما هو الكتاب المقدّس

يتألّف الكتاب المقدّس من مجموعتين من الأسفار، العهد القديم ويضم 46 سِفراً والعهد الجديد ويضم 27 سِفراً. وتُعتَبر الأناجيل الأربعة، متى، مرقس، لوقا ويوحنا، قلب الأسفار المقدّسة كلّها. أمّا موضوعها المركزيّ فيسوع المسيح، ابن الله المتجسّد، وأعماله، وتعاليمه، وآلامه، وتمجيده، فضلاً عن نشأة الكنيسة بفعل الروح القدس.

"إنّ كلمة الله، التي هي قدرةٌ إلهيّة لخلاص كل مؤمن، تمثُلُ في أسفار العهد الجديد، وقوّتها تتجلّى فيها على وجه فريد" إنّ هذه الأسفار تجعل بين أيدينا حقيقة الوحي الإلهيّ النهائيّة.


    تابعونا            

نوفمبر 19، 2018

يسوع المسيح يَنبوع السلام

يرسم لوقا في انجيله صورة يسوع الملك رئيس السلام أي مصدر السلام. عند ولادته أعلنت الملائكة : "المجدُ لله في الأعالي وعلى الأرض السلام ..." (لوقا 14:2) . وعند دخوله  أورشليم هتف الشعب: "مباركٌ الملك الآتي باسم الرب. سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي" (لوقا 38:19).
                                                                                                  
 يسوع نفسه يقول للمرأة  النازفة التي شفيت عندما لمسته :"يا ابنتي إيمانك قد شفاك. اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك". واستعمل التعبير نفسه عندما غفر خطايا المرأة الخاطئة النادمة التي مسحت قدميّه بشعرها: "إيمانك قد خلّصك.اذهبي بسلام". مؤكدا أنّ السلام الذي يمنحه هو يفوق ما نعرفه عن معنى السلام بمعنى امتناع الحرب؛ لكنّه سلام يُعبّر عن طبيعة الله وحضوره في حياة البشر. إنّه سلام نابع من طبيعة المسيح الإلهيّة يدخل الى صلب طبيعة الانسان فيصير هو ايضا ً ليس فقط طالبا ً للسلام لكن صانعا ً له :"طوبى لصانعي السلام لانّهم ابناء الله يُدعون" (متى5\8).
                   
يسوع المسيح يَنبوع السلام وجوهره فهو يخاطبنا مؤكداً: "سلاما ً اترك لكم، سلامي اعطيكم، ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يو14\17).                                

سلام المسيح اسمى من اي سلام عرفه العالم فهو يمتد ليكون سلاما ً مع الله لنا جميعاً: "...لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح "(روم5\1).


    تابعونا            
                                            

نوفمبر 06، 2018

يسوع ابن الله الوحيد


إن لقب أبن الله لا يعني بشكل من الأشكال المعنى الجسدي أو الحرفي ولكن كما يُعلن الوحي المقدّس بوضوح أن يسوع المسيح : "هوَ صُورةُ الله الَّذي لا يُرَى، ... بِهِ خُلِقتْ جَميع الأشيَاء: ما في السَّماوات وما على الأرض، ما يُرَى وما لا يُرَى، ... كُلُّ ما في الكون قد خُلِقَ بِهِ ولأجلِهِ؛ هوَ كائِنٌ قَبلَ كُلِّ شيءٍ، وبِهِ يَدُومُ كلُّ شيء... فإنّهُ فيهِ سُرَّ الله أن يَحِلَّ بكُلِّ مِلئِهِ؛ وأن يُصالِحَ بِهِ كُلَّ شيءٍ معَ نَفْسِهِ، إذْ أحَلَّ السَّلاَم بدَمِهِ على الصَّليب. (كولوسي 15:1-22)

ماذا يعني لقب ابن الله؟ 

أبناء الله، لقب أُعطي في العهد القديم للملائكة، ولشعب الله، قُصد به بنوّة التبنّي التي تجعل بين الله وخليقته علاقات ألفة خاصة. لكن فيما يختص بالمسيح المُنتظر عندما يُوصف بأنّه "ابن الله" فإنّ ذلك يعني مساواته بالله أو بمعنى آخر هو الله الأتي في الجسد. كان هذا إيمان شعب العهد القديم وفهمه للكتب المقدّسة، لذلك سَعْوا إِلَى قَتْلِ يسوع لأَنَّهُ قَالَ "إِنّ اللهَ أبُوهُ، مُسَاوياً نَفْسَهُ بالله" (يوحنا 18:5).

وللسبب نفسه طلب اليهود من بيلاطس أن يصلب يسوع قائلين: "لَنا شَرِيعةٌ. وبِحَسَبِ شَرِيعتِنَا يتحَتَّمُ عَليه الموتُ، لأنّهُ جَعلَ نَفْسَهُ ابنَ الله" (يوحنا 7:19 )؛ القول الذي زاد من خوف بيلاطس وسعى لإطلاقه، لكنه رضخ في النهاية لرغبتهم.


"أَنتَ هوَ المسِيحُ ابنُ اللهِ الحَيِّ!" كان اعتراف بطرس بمن هو يسوع الذي من الناصرة، والذي طوّبه لأجله المسيح قائلاً: " طُوبَى لكَ فما أَعْلَنَ لكَ هذا لحمٌ ودمٌ، بلْ أَبِي الَّذي في السَّمَاوات (متى 16:16).

 تابعونا            
 Photo Crucifix by Lawrence OP

أكتوبر 29، 2018

يسوع المسيح الطريق إلى الله

يسوع هو "صورة الله غير المنظور" كما يقول بولس الرسول، إنّه الإنسان الكامل الّذي رمّم في ذرّيّة آدم المِثال الإلهي الّذي شوّهته الخطيئة الأولى. لأنّه أخذ الطبيعة البشريّة دون أن يُلاشيها فرفع هكذا أيضاً طبيعتنا إلى مرتبة وكرامة لا مثيل لهما.

صار واحداً مِنّا

لقد اشتغل بيديّ إنسان، وفكّر كما يُفكّر الإنسان، وعمِل بإرادة إنسان وأحبّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلد من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منّا، شبيهاً بنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، كما كتب بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين.


يسوع المسيح هو الحمل البريء الّذي استحقَ لنا الحياة بدمه الّذي أراقه بملء الحرّيّة. وبواسطته صالحنا الله مع ذاته ومع بعضنا، مُنتزعاً إيانا من عبوديّة الشيطان والخطيئة. إلى حدّ أنّه يمكن لكلّ واحد منّا أن يقول مع بولس الرسول إنّ الربّ يسوع المسيح "أحبني وبذل نفسه من أجلي" (غلاطية 2/20).

لقد تألّم لأجلنا، البار لأجل الأثمة، لكي يقرّبنا لله، كما يقول بطرس الرسول، ولم يعطنا مجرّد مثلاً لنسير على خطاه، بل شقّ لنا طريقاً جديداً إلى الله.


 تابعونا            


 Photo Via Crucis III - Jesus Falls the First Time by Lawrence OP

أكتوبر 16، 2018

رحمة يسوع - Mercy Of Jesus


حياة يسوع المسيح هي تجسيد لعمق رحمة الله؛ فكلّ تصرّفاته كانت تعبيراً حيّاً عن رحمته الإلهيّة الّتي أبداها نحو الجميع كما يذكر الإنجيل في مواضع عدّة: " ولمّا رأى ٱلجُمُوعَ تَحنَّنَ عَليهِم، إِذْ كانُوا مُنزَعِجِين ومُنْطَرِحينَ كَغنمٍ لا راعِيَ لهَا" (متى36:9). وأيضاً :" فلمَّا خَرَجَ يَسُوع أَبصَرَ جَمعًا كَثيرًا فَتَحنَّنَ عَليهِمْ وَشفَى مَرْضَاهُمْ" (متى14:14).

أحياء ابن أرملة نايين

رحمة يسوع

إنّ رحمة يسوع وأن كانت كالشمس التي تُشرق على الأبرار والأشرار ؛ لكنه يقترب من كلّ واحدٍ منّا معطياً لاحتياجاتنا الخاصّة اهتماماً شخصيّاً؛  كما يُوضحه لنا لقاؤه مع أرملة قرية نايين الذي يصفه لنا الوحي المقدّس:
" وفي ٱليوم ٱلتَّالي ذهبَ إِلَى مَدينةٍ تُدعَى نَايِين، وذهَبَ مَعَهُ كثيرُون مِنْ تلاميذِهِ وجمعٌ كثيرٌ. فَلَمَّا ٱْقتربَ إِلى بَابِ ٱلمدينة، إِذا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ٱبنٌ وَحِيدٌ لِأُمِّهِ، وهي أَرملَةٌ ومعَها جَمعٌ كَثيرٌ مِن ٱلمدينَةِ. فَلمَّا رآهَا ٱلرَّبُّ تَحَنَّنَ علَيهَا، وَقالَ لها: «لَا تَبْكِي». ثُمَّ تقَدَّمَ ولَمسَ ٱلنَّعشَ، فوقَفَ ٱلحَامِلونَ. فَقالَ: «أيُّها ٱلشَّابّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ ٱلميْتُ وَٱبْتَدَأَ يَتكلَّمُ، فدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. "
فيسوع كان ولا زال هو مُحب ومُبشر المساكين؛ وشافي مَن انكسرت قلوبهم؛ ومحرر من سُحقت حياتهم بفعل الشر والشيطان.


  
يسُوع هو "الله معنا" الذي جاء في رحمته ومحبّته لمعونة كلّ منّا. فلا عجب إن كان البائسون يقصِدونه، والخطاة يُقبلون إليه؛ فهم يقصِدون الله الرحيم نفسه، صارخين إليه: "يا يسُوع ... ارحمني" (مرقس 47:10).


 تابعونا